قصيدة "الوداع الأخير" للشاعر عبد الواحد عمران

قصيدة "الوداع الأخير" للشاعر عبد الواحد عمران

قصيدة "الوداع الأخير" للشاعر عبد الواحد عمران

قصيدة "الوداع الأخير" للشاعر عبد الواحد عمران هي عمل شعري استثنائي يرثي فيه ابنه الغريق بحساسية عالية وصور شعرية نابضة بالمشاعر. القصيدة تجمع بين عناصر شعرية الحداثة ومقومات التراث العربي، مما يعكس تجربة إنسانية عميقة تحاكي مشاعر الفقد والأسى. بأسلوب بلاغي فريد، يتناول الشاعر رحلة الألم التي عاشها، ليقدم نصًا مؤثرًا يتردد صداه في وجدان القارئ.

قصيدة "الوداع الأخير" للشاعر عبد الواحد عمران هي عمل أدبي مؤثر يرثي فيه ابنه الغريق، وقد نالت إعجاب لجنة تحكيم مسابقة أمير الشعراء بفضل عمقها الإنساني وبنيتها الوجدانية المتماسكة.

الوداع الأخير

ودعته، كان خوفًا بالغا سفرُهْ  
وكان خوفي أبا لم يغنه حذرُهْ  
ودعتُه لم أكن أدري بأن يدا  
جريئة من أيادي الماء تنتظرُهْ

وأن موتًا كثيفًا سوف يحمله  
إليّ نعشًا نمت من قسوة شجرُه  
ودعته، كان شيء ما يرافقه  
شيء غريبٌ أشاعوا أنه قدره

يا وجهه مستقلا ظهر راحلة  
سريعةٍ والدروبُ السود تختصره:  
وسامةٌ ضحكةٌ خجلى تصوِّرُها  
لأعيني موسما أغرى الردى ثمرُه

في مقلتيه نهار من سعادتِه  
وفي ضلوعي مساء موحش قمره  
ما كنت أدرك ما أسرار لهفته  
إلى القريّة حتى جاءني خبره

الحزن ينحت روحي من جوانبها  
وعارض من أسى يجتثني مطره  
فمن يعير فؤادي أمّ حكمَتِهِ  
ومقلتيّ نبيا ما انطفى بصره

عتبي على الماء لم يرحم براءته  
ولم يحس قليلا وهو يعتصره  
فلو أبا كان صدته أبوتُه  
عن الصغير الذي لم يحمه صغرُه

يا ماء يا حاقدا كالناس تسلبني  
زندي الذي كنت للأيام أدخره  
كسرتني، لم تفكر قدر ثانية  
أني أب جرحه لا ينتهي أثره

 

27-3


قراءة في القصيدة

القصيدة تمتاز ببنيتها الوجدانية العميقة التي تحفر داخل كيان الأبوة وتتناول مشاعر الفقد بأبلغ الصور الشعرية. تنطلق القصيدة من تجربة شخصية للشاعر، لكنّها ترتقي إلى مستوى يعبر عن مشاعر إنسانية عامة متعلقة بالفقد والأسى.

الخصائص الفنية

  1. اللغة الشعرية: استعان الشاعر بلغة جزلة ورصينة مزجت بين الحداثة ومقومات التراث الشعري العربي.
  2. الإيقاع العاطفي: الإيقاع الداخلي للنص ينبض بحزن عميق، حيث تتناغم الكلمات مع الموضوع الوجداني لتعكس مشاعر الأب المكلوم.
  3. التداخل بين التراث والحداثة: القصيدة تحمل ملامح من شعرية التراث العربي في بنائها ومجازاتها، لكنها تتكئ أيضًا على أسلوب الحداثة في التعبير عن الذات والمشاعر.

رسالة القصيدة

"الوداع الأخير" ليست مجرد قصيدة رثاء، بل هي تجربة شعرية عميقة تستدعي كل أب أو أم ليتأملوا في مشاعر الفقد وآلامه. الشاعر يمزج بين الحزن الشخصي والبُعد الإنساني العام، مما يجعل القصيدة تحفة أدبية جديرة بالتأمل والإعجاب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قصيدة "الوداع الأخير" تعكس عمق الألم الإنساني المرتبط بفقدان الأبناء. الكلمات تنساب برقة ولكن بقوة داخل النفس، لتأخذ القارئ في رحلة من الحزن الصادق والتأمل العميق. ما يميز هذه القصيدة هو قدرتها على الدمج بين أسلوب الشعر العربي الكلاسيكي وملامح الحداثة، مما يجعلها تلامس مختلف الأجيال والذائقات الأدبية. إنها ليست مجرد رثاء بل هي رسالة إنسانية تحمل بين طياتها القوة والصبر، معبرة عن جرح لا يندمل بسهولة.

 للاطلاع على مزيد من الجوائز الأدبية وأحدث الفائزين، ندعوك لاستكشاف قسم الجوائز الأدبيةعلى موقعنا. ستجد هناك معلومات عن مسابقات أدبية متنوعة وكتّاب مبدعين من مختلف أنحاء العالم العربي