الناقد الذي هاجم أحلام مستغانمي قبل شهرتها وتنبأ لها بالفشل

الناقد الذي هاجم أحلام مستغانمي قبل شهرتها وتنبأ لها بالفشل

الناقد الذي هاجم أحلام مستغانمي قبل شهرتها وتنبأ لها بالفشل

نص أدبي يتناول قصة النقد الموجه للروائية أحلام مستغانمي قبل أن تصل إلى شهرتها الكبيرة، وكيف أثبتت التجربة العملية بطلان تلك الانتقادات. النص يتحدث عن دور دور النشر في اكتشاف المواهب، وأهمية تجاوز الأحكام النقدية المتسرعة.

 

في فترة التسعينات، قبل أن تصل الروائية الشهيرة أحلام مستغانمي إلى أوج شهرتها، كتب أحد الدكاترة (النقاد) الذين كانوا معروفين بآرائهم الحادة والناقمة، كتاباً نقدياً أثار الكثير من الجدل في الأوساط الأدبية. هذا الناقد الجزائري، الذي أصبح لاحقاً أستاذاً في التعليم العالي، عبّر في كتابه عن استغرابه واستنكاره الشديدين من قيام دار نشر مرموقة مثل "دار الآداب" بنشر المجموعة الشعرية الأولى لأحلام مستغانمي، التي حملت عنوان "على مرفأ الأيام".

تساءل الناقد في كتابه كيف يمكن لدار نشر ذات سمعة رفيعة أن تمنح فرصة النشر لكاتبة ناشئة مثل أحلام مستغانمي، معتبراً أنها لا تمتلك الموهبة الكافية ولا تستحق أن تنشر أعمالها في مثل هذه الدار الكبيرة. وذهب إلى حد التنبؤ بأن هذه الكاتبة لن تحقق أي نجاح يُذكر، وأن أعمالها ستظل حبيسة رفوف المكتبات دون أن تثير اهتمام القراء أو تحقق انتشاراً واسعاً.

لكن، وكما يقول المثل "الأيام كفيلة بكشف الحقائق"، فقد أثبتت السنوات التالية بطلان تكهنات هذا الناقد تماماً. استطاعت أحلام مستغانمي أن تحقق نجاحاً أدبياً منقطع النظير، حيث أصبحت إحدى أكثر الكاتبات العربيات شهرة وتأثيراً في العالم العربي. رواياتها، مثل "ذاكرة الجسد" و"فوضى الحواس"، حققت نسب مبيعات عالية وترجمت إلى عدة لغات، مما جعلها رمزاً من رموز الأدب العربي الحديث.

نجاح أحلام مستغانمي لم يكن مجرد ضربة حظ، بل كان نتاجاً لموهبة حقيقية وقدرة على استقطاب القراء بأسلوبها الأدبي المميز الذي يمزج بين السرد الشعري والواقعية. وما أثبتته دار "الآداب" من خلال تبنيها لأعمالها الأولى هو قدرتها على استشراف المواهب الأدبية الصاعدة، واحتضانها في وقت لم يكن فيه الكثيرون مستعدين لمنحهم الفرصة.

44 (1)-1
 

هذا المثال يكشف عن أحد التحديات التي تواجه العملية النقدية في العالم العربي، حيث قد تتأثر أحكام النقاد أحياناً بخلفيات شخصية أو انطباعات سلبية مسبقة، دون منح الأعمال الأدبية الفرصة الكافية لتثبت نفسها. كما يسلط الضوء على أهمية دور دور النشر في اكتشاف ودعم المواهب الأدبية، حتى وإن واجهت هذه الدور انتقادات من بعض النقاد.

اليوم، أصبح اسم أحلام مستغانمي مرادفاً للنجاح الأدبي، وأعمالها تُدرس في العديد من الجامعات العربية والعالمية، وهو ما يؤكد أن التوقعات السلبية التي أطلقها بعض النقاد في بدايات مسيرتها لم تكن سوى أحكام متسرعة وغير دقيقة.

أما بالنسبة للناقد الذي تنبأ بفشلها، فقد بقيت كلماته شاهداً على ضيق الأفق الذي قد يُصيب البعض في مجال النقد الأدبي، بينما أثبتت أحلام مستغانمي أن الإبداع الحقيقي لا يمكن تقييده أو محاصرته برأي ناقد أو حكم مسبق.

تجربة أحلام مستغانمي تقدم درساً بالغ الأهمية لكل من يواجه انتقادات في بداية مسيرته. النقد ليس نهاية الطريق، بل يمكن أن يكون دافعاً للاستمرار والإبداع، خاصة إذا كان الشخص يؤمن بموهبته ويسعى لتطويرها. الكثير من المبدعين تعرضوا للانتقاد في بداياتهم، لكنهم أثبتوا مع الوقت أن الموهبة الحقيقية لا يمكن إيقافها. كما أن دور النشر التي تؤمن بالمواهب الجديدة، مثل دار الآداب، تسهم في بناء مستقبل أدبي مشرق، وتستحق التقدير لدورها في تبني الأصوات الأدبية الواعدة. من المهم أن نتذكر دائماً أن الزمن كفيل بإنصاف المبدعين الحقيقين، وأن الأحكام المسبقة قد تكون مجرد عائق مؤقت في طريق النجاح.

 للاطلاع على مزيد من الجوائز الأدبية وأحدث الفائزين، ندعوك لاستكشاف قسم الجوائز الأدبيةعلى موقعنا. ستجد هناك معلومات عن مسابقات أدبية متنوعة وكتّاب مبدعين من مختلف أنحاء العالم العربي