السخرية في أدب أحلام مستغانمي: رؤية الناقدة يمنى العيد"

ترى الناقدة اللبنانية البارزة يمنى العيد أن السبب الحقيقي وراء الانتشار الواسع والشهرة الكبيرة التي حققتها كتابات الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، لا يعود، كما يعتقد الكثيرون، إلى تناولها المواضيع العاطفية والرومانسية أو تسليطها الضوء على العلاقات بين الرجل والمرأة، بل يرتبط بشكل أساسي بما تمتاز به كتاباتها من عنصر "السخرية". وتُبرز يمنى العيد هذا العنصر كقوة دافعة ومهيمنة في نصوص مستغانمي، مشيرة إلى أنه يُشكل العمود الفقري لطريقة تناولها للمواضيع المختلفة.

تُضيف يمنى العيد أن السخرية في كتابات مستغانمي ليست مجرد أسلوب بل هي أداة فعّالة تسخر من الواقع، وتكشف تناقضاته وتضع القارئ أمام مزيج من المشاعر المتضاربة التي تجمع بين الابتسامة والحزن، بين الفرح والانتقاد. ترى العيد أن هذا التوجه الفكري والأسلوبي هو ما يميز مستغانمي عن غيرها من الكاتبات، وهو الذي ساعدها في ترك بصمة قوية في الأدب العربي الحديث.

وتؤكد يمنى العيد في هذا السياق أن تصنيف أعمال أحلام مستغانمي ضمن الأدب العاطفي أو الرومانسي يعد تقزيمًا لثراء نصوصها، إذ إنها تتجاوز هذه التصنيفات لتندرج ضمن إطار "الأدب الساخر"، وهو الأدب الذي يجمع بين الفكاهة والنقد في معالجة قضايا اجتماعية وإنسانية عميقة. من وجهة نظر العيد، السخرية ليست مجرد وسيلة للتسلية في كتابات مستغانمي، بل هي أداة تحليل حادة تفضح الازدواجيات في المجتمعات العربية، وتُضيء على الأزمات الفردية والجماعية بشكل لاذع.

هذا الرأي الجديد قد يدعو القراء والنقاد على حد سواء إلى إعادة قراءة أعمال أحلام مستغانمي بعيون مختلفة، تستكشف عُمق السخرية كعنصر جوهري في نصوصها، وتعيد تقييم مكانتها الأدبية من منظور أكثر شمولاً وثراءً.

 للاطلاع على مزيد من الجوائز الأدبية وأحدث الفائزين، ندعوك لاستكشاف قسم الجوائز الأدبيةعلى موقعنا. ستجد هناك معلومات عن مسابقات أدبية متنوعة وكتّاب مبدعين من مختلف أنحاء العالم العربي