يُعد الشعر أحد أقدم أشكال التعبير الأدبي في الثقافة العربية، وتنوعت أنماطه عبر الزمن. من بين هذه الأنماط، نجد الشعر العمودي الذي يمثل الجذور الأصيلة للشعر العربي، وقصيدة التفعيلة التي ظهرت كإحدى التطورات الحديثة. كلا النوعين يحمل سماته الخاصة وأهدافه الأدبية، لكن بينهما فروق جوهرية من حيث البنية والأسلوب. في هذه المقالة، نستعرض أبرز الفروق بين الشعر العمودي وقصيدة التفعيلة.

ما هو الشعر العمودي؟

الشعر العمودي هو الشكل التقليدي للشعر العربي الذي يعتمد على الالتزام الصارم بالقافية والوزن. نشأ هذا النوع منذ العصر الجاهلي وظل متربعًا على عرش الأدب العربي لفترات طويلة.

خصائص الشعر العمودي:

1. التزام ببحر شعري واحد: يستند إلى أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي.
2. وحدة القافية: يتطلب أن تكون القافية موحدة طوال القصيدة.
3. البيت الشعري: يتكون من شطرين (صدر وعجز)، حيث تكون القافية في نهاية العجز.
4. الموضوعات: تنوعت بين الفخر، الغزل، المدح، والهجاء.

أمثلة على الشعر العمودي:

• قصائد المعلقات مثل معلقة امرؤ القيس.
• أشعار المتنبي وأبو تمام.

ما هي قصيدة التفعيلة؟

ظهرت قصيدة التفعيلة أو ما يُعرف بـ"الشعر الحر" في منتصف القرن العشرين كجزء من حركة تجديدية قادها شعراء مثل نازك الملائكة وبدر شاكر السياب. تعتمد قصيدة التفعيلة على وحدة التفعيلة بدلاً من وحدة البيت.

خصائص قصيدة التفعيلة:

1. التخلص من وحدة البيت: لا تعتمد على شطرين، بل قد يكون البيت سطرًا أو حتى كلمة واحدة.
2. التنوع في القافية: القافية ليست موحدة، مما يتيح حرية أكبر.
3. الوزن الشعري: تلتزم بتفعيلات محددة من بحور الخليل، لكن بتوزيع حر.
4. التعبير العميق: تميل للتعبير عن قضايا ذات طابع فلسفي واجتماعي بشكل أكثر حداثة.

أمثلة على قصيدة التفعيلة:

• قصيدة أنشودة المطر لـبدر شاكر السياب.
• قصائد نازك الملائكة مثل "الكوليرا".